أهلا ومرحبا بك عزيزي الزائر في موقع مسيار أون لاين، أول وأفضل موقع عربي يتخصص في زواج المسيار بعد أن ثبتت صحة زواج المسيار بالفتوي الشرعية والتي أثبتت حلال زواج المسيار، ومن خلال هذا الموقع تستطيع أن تتعرف وتقارن وتبحث بمنتهي السهولة عما يناسبك بإذن الله.
الاثنين، 31 أغسطس 2015
فانكحوا ما طاب لكم من النساء
ما
أكثر الرجال الذين يرددون هذا الجزء من الآية الكريمة كلما اختلفوا مع
زوجاتهم، أو اشتهت أنفسهم الزواج من امرأة أخرى، فيستمع لهم النساء بكل
حسرة، ولا أدري هل قرأ أولئك الرجال الآية كاملة فعرفوا معناها أم لم
يحفظوا من الآية الكريمة إلا هذا الجزء منها؟ وفي كلتا الحالتين فإن
الاستدلال بهذه الآية للحث على التعدد في الزواج دون تحقيق الشرط الوارد
فيها لا مكان له، وتبيان ذلك فيما يأتي:
جاء
هذا الأمر الرباني (فانكحوا ما طاب لكم من النساء) في الآية الثالثة من
سورة النساء. ولا شك ان الأمر هنا لا يقصد به الوجوب، وقد يقتضي الندب أو
الإباحة كقوله تعالى (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا)؛ إذ يفهم المتمعن في هذه
الآية أنها وردت للنهي عن الإسراف؛ لأن الأكل والشرب طبيعة الإنسان التي
جُبل عليها منذ كان ببطن أمه، وحين ولادته، ثم تبقى معه طيلة حياته، لكن
الإسراف عادة مكتسبة تنشأ من الثقافات أو العادات أو المؤثرات الأخرى.
كذلك
شأن الزواج؛ فهو في مجمله مباح، وكذلك التعدد؛ لأنه حاجة بشرية لاستمرار
الجنس البشري على أصول وقواعد ترقى بالأسرة من المجتمعات البهيمية إلى
الإنسانية حيث المسؤولية. علماً بـأن المراغي المتوفَّى 1952 قد ذكر في
تفسيره بالجزء الرابع ص183ما نصه: "وصفوة القول إن تعدد الزوجات يخالف
المودة والرحمة وسكون النفس إلى المرأة، وهي أركان سعادة الحياة الزوجية؛
فلا ينبغي لمسلم أن يقدم عليه إلا ضرورة مع الثقة بما أوجبه الله من العدل،
وليس وراء ذلك إلا ظلم المرء لنفسه وامرأته وولده وأمته".
ولكن
المتبصر في أوائل سورة النساء يجد أن تلك الآيات جاءت في مجملها تحث على
رعاية الأيتام والعناية بهم وحفظ أموالهم وتنميتها لصالحهم وتمكينهم من
الاستفادة منها، وحذرت الآيات من أكل أموالهم بالباطل أو التفريط فيها بأي
شكل من الأشكال، ولم يرد موضوع التعدد في الزواج (فانكحوا ما طاب لكم من
النساء) إلا جواباً للشرط (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى) فكان لغاية
سامية تتعدى حب اللذة إلى الرغبة في فعل الخير لليتامى. ولمزيد من الإيضاح
فإن الآية الأولى من سورة النساء قد أوضحت أن هذه البشرية كلها إنما جاءت
من رجل واحد وزوجة واحدة، وليس بأكثر من زوجين، وبث منهما رجالاً كثيراً
ونساء، يقول تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق
منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء).
ثم
يبادر الأمر الرباني إلى إعطاء الأيتام أموالهم والتحذير الشديد من أكلها،
فيقول سبحانه (وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا
تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوباً كبيراً) الآية 2.
وتأتي
الآية الثالثة لرفع الحرج عمن كان يرغب في كفالة اليتامى، لكنه لا يستطيع
الوصول إليهم وتفقد أحوالهم؛ لأنهم تحت أمهات أجنبيات عن الرجال، فجاء
الإرشاد الإلهي إلى أولئك بالزواج من أمهات اليتامى؛ ليقوموا بكفالتهم في
ظل أمهاتهم اللائي هن بحاجة إلى حنانهن وعطفهن كما في قوله تعالى (وإن خفتم
ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء)، إلى قوله تعالى
(ذلك أدنى ألا تعولوا)، مع حفظ حقوق الأمهات بدفع مهورهن وعدم استغلال
الرجال حاجتهن إلى كفالة أطفالهن لتضييع صداقهن، إلا إن طبن بذلك نفساً
للأزواج لقوله سبحانه (وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه
نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً) الآية 4.
وحذَّر
تعالى من التفريط في أموال اليتامى وتركهم يتصرفون بها وهم دون سن الرشد،
مع ضرورة تلبية حاجاتهم من المأكل والمشرب والكسوة والرأفة بهم والإحسان
إليهم في القول، فوردت الآية (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم
قياماً وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولاً معروفاً) الآية 5.
ثم
جاءت الآية الكريمة في شأن اليتامى كالآية التي قبلها والآيات التي جاءت
بعدها؛ إذ يقول سبحانه (وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم
منهم رشداً فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافاً وبداراً أن يكبروا)
الآية 6.
ويأتي
أمر الله تعالى في الآية الثامنة بعدم نسيان اليتامى عند قسمة المواريث
(وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم
قولاً معروفاً).
وكذلك شأن الآية التي تليها (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً) الآية 9.
ثم
يعود الوعيد الشديد لمن تهاون في أمر الله ونهيه الواردين بالآيات السابقة
بقوله جل وعلا (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في
بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً) الآية 10.
وهكذا
يرى القارئ المتدبر أن الآيات كلها من بداية سورة النساء حتى الآية
العاشرة منها كانت عن اليتامى، ولم يرد لفظ النكاح إلا في مقام الإحسان
إليهم، فمن تزوج امرأة رغبة في الإحسان إلى من كان تحتها من اليتامى فذلك
الذي حقق جواب الشرط في قوله سبحانه (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى
فانكحوا ما طاب لكم من النساء) الآية، أما من تزوج امرأة لا ليكفل أيتاماً
تحتها فذلك أمر جائز، لكنه ليس معنياً بمنطوق الآية الكريمة؛ لأن تحقيق
جواب الشرط (فانكحوا ما طاب لكم من النساء) مربوط بفعل الشرط في بداية
الآية (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى).
وقد
ذكر ابن عاشور في كتابه التحرير والتنوير الجزء الرابع الصفحة 222: "بيد
أن الأمر بنكاح النساء وعددهن في جواب شرط الخوف من عدم العدل في اليتامى
مما خفي وجهه على كثير من علماء سلف الأمة؛ إذ لا تظهر مناسبة أي ملازمة
بين الشرط وجوابه". وقد ذكر وجوهاً بتعليل ذلك، وقال في آخرها: "وقيل في
هذا أوجه أُخر، هي أضعف مما ذكرنا). فاعترف - رحمه الله - بأن الملازمة
خفية، على حين أن القول الذي سرت عليه هو ظاهر الآية؛ إذ يتضح ترابط
الجملتين الشرطية وجوابها ترابطاً شديداً. والله تعالى أعلم.
الأحد، 30 أغسطس 2015
الطـلاق .. ومشكلاته التي لا تحصى
رغم
ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود وابن ماجه
وصححه الحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن (الطلاق أبغض الحلال إلى
الله)، فقد كثر الطلاق بين الزوجين في السنوات الأخيرة، وذلك إما لأن الشاب
والفتاة لم يتكلفا أية مصاريف ودخلا الزواج لتجربة، أو لأن الحياة الوردية
التي تكون في مخيلة الفتاة تتبدد مع ما يتطلبه الواقع المعاش من تضحيات
ومودة ورحمة من الطرفين، فالحق سبحانه وتعالى يقول : (وجعل بينكم مودة
ورحمة).
هكذا بالنسبة لحديثي الزواج ونسبة
الطلاق بينهم عالية، أما بالنسبة لمن أنجب وخلف البنين والبنات فإن المشكلة
الكبرى لهؤلاء ضياع مستقبلهم بهذا الافتراق بين الوالد والوالدة، إلى جانب
ما تعانيه الأسرة من مآس تنتج عن الطلاق الذي ارتفعت نسبته إلى أكثر من
35% من حالات الزواج.
بل إن رئيس محاكم تبوك فضيلة الشيخ
سعود اليوسف قال في شهر يونيو العام الماضي: إن زيادة نسبة الطلاق تجاوزت
في الفترة الأخيرة سقف الـ 40% .
وتقول «عكـاظ» فيما نشرته بالتحقيق
الموسع في 17/3/1433هـ : يعد الطلاق المبكر واحدا من أكبر المشكلات
الاجتماعية وأكثرها انتشارا بين شبان وشابات هذا الجيل حيث أفاد عدد من
مأذوني الأنكحة في جدة بأنهم شهدوا حالات طلاق في مدة لا تتجاوز الـ 24
ساعة من تاريخ تسجيل وثيقة الزواج، وأن أكثر حالات الطلاق تحدث بعد انقضاء
شهر العسل، وبينوا أن لهذه المشكلة أسبابا متعددة أهمها عدم استشعار كل من
الطرفين للمسؤولية المتوجبة عليهما.
معضلة لا بد للوالدين من معالجتها
بتأهيل الشاب والفتاة بما يؤدي إلى استمرار الزواج بالمودة والرحمة دون
التسرع في القرار أو إعطاء الفرصة لكائن من كان التدخل بينهما فقد ذكر وكيل
كلية الشريعة والدراسات الإسلامية مدير مركز التنمية الأسرية التابع
لجمعية البر الخيرية في محافظة الأحساء الدكتور خالد بن سعود الجلبي: أن
نسبة الطلاق بلغت في منطقة الأحساء 20% وفي المنطقة الشرقية 18%، وفي منطقة
الرياض 39%، وفي جدة 60% .. ويا أمان الخائفين.
المصدر : صحيفة عكاظ
خبيرة: الزواج سر الحياة الهادفة
إفي - ميامي: قد
يبدو الزواج وإنجاب الأطفال مسؤولية صعبة لبعض الأشخاص، يدفعهم خوفهم منها
إلى الامتناع عن الإقدام على تكوين حياة أسرية، ولكن بالنسبة لخبراء
العلاقات الزوجية لا تعتبر الأسرة سر الحياة السعيدة والهادفة فقط، بل ويجب
تقديمها قبل أي أولوية.
وترى
خبيرة العلاقات الزوجية والكاتبة، هيلين تشين، مؤلفة كتاب "The Matchmaker
of The Century" أو "خاطبة القرن" الذي حقق مبيعات هائلة، أن المجتمع
الحالي جعل من المسيرة المهنية والإنجازات الأكاديمية والعملية الأولوية في
حياة الأشخاص، ولكن الأمر ليس هكذا حيث أن "تكوين أسرة هو الأولوية ويجب
أن يسبق تحقيق النجاح المهني".
وأشارت
الخبيرة في مقابلة مع "إفي" إلى أن الاعتقاد في أن العمل هو الأولوية خطأ
شائع للغاية لدى الرجال الذين يؤجلون خطوة الزواج بحجة الرغبة في عيش
الحياة بسعادة وحرية ولتعزيز وضعهم المهني قبل الارتباط.
وأكدت "هيلين" أن الزواج يجب أن يأتي في المقام الأول، لأن تكوين أسرة يعد بمثابة "الأسس الجوهرية" لتحقيق الاستقرار الشخصي.
وقالت
"هيلين" مازحة: إنها تستطيع أن تجعل الأشخاص الذين لا يرغبون في الزواج
يقدمون على هذه الخطوة لأن "كثيرين من هؤلاء يكون السبب وراء قرار تأجيل
الارتباط هو الخوف من القيام بهذه الخطوة"، وهو الخوف الذي تتمكن الخبيرة
من القضاء عليه عبر جلسات الحديث.
وأضافت
في هذا الصدد أن الرجال العزاب يعيشون حياتهم كما يحلو لهم ولكنهم في
النهاية لا يعرفون هدفهم في الحياة ويشعرون بالوحدة والفراغ وانعدام الثقة
في النفس، لكن المتزوجين يكون هدفهم في الحياة محدد وهو "البيت والزوجة
ورعاية الأطفال، كما يتحولون بفضل هذا الهدف إلى أشخاص أكثر قوة يشعرون
بالحرية أيضاً".
وأشارت
"هيلين" إلى أن نوعاً من الرجال يهتم فقط بجني المال لشراء أشياء مادية
مثل الأحذية وسيارة جيدة وساعة يد ثمينة ومنزل، ولكن في رأيها لا يملأ كل
هذا الفراغ الذي يملأه تشكيل أسرة.
وأضافت
أن "الشخص يمكنه أن يحصل على راتب جيد ولكنه لا يشعر بالسعادة، في حين أن
الأسرة تمنح الهدف في الحياة وتجعل الشخص يركز في أهدافه كما أنها مصدر
للسعادة لآبائنا وأجدادنا الذين لا يرغبون في رؤية أبنائهم بلا رفيق حياة".
وتشارك
"هيلين" حالياً في الدورة الـ 50 لمؤتمر الرابطة الوطنية لمديري البرامج
التليفزيونية الأمريكية التي انطلقت أمس الاثنين في مدينة ميامي.
الزواج.. ومشكلة غلاء المهور!
*
في الثمانينيات الهجرية أصدر فضيلة الشيخ: عبدالعزيز المسند رحمه الله
كتابًا بعنوان (مشكلة غلاء المهور) عدِّد فيه بعض مشكلاته واقترح بعض
الحلول المناسبة لها.. من أهمها تخفيض المهور وما يتبعها من تكاليف أخرى..
ومنذ ذلك الحين والمهور وتكاليفها في ازدياد مستمر..
* وتبعا لذلك تضاءلت نسبة الزواج بين الشباب والشابات.. وارتفعت نسبة العنوسة بشكل يلفت النظر..
*
وبجهود بعض الخيرين من المواطنين تأسست جمعيات خيرية تُعنى بمساعدة الشباب
والفتيات على الزواج عن طريق الزواجات الجماعية في عدد من مدن المملكة
بدعم الدولة وأهل الخير فاثمر قيامها وحسنت نتائجها وأسهمت اسهامًا فاعلًا
في هذا المجال؟ وتعد هذه الخطوة واحدة من الاسهامات الناجعة في الحد من
تزايد نسبة العنوسة وارتفاع نسبة الزواج بين الجنسين..
*
وحتى نوجد آلية فاعلة في تسير امور الزواج امام الشباب والشابات ونقضي على
التردد الذي يواجههم في هذا السبيل وللحد من نسبة العنوسة والقضاء على
البذخ والتعالي في المهور وتكاليف الزواج وخاصة بين بعض فئات المجتمع والتي
تمثل التنافس غير الشريف اقترح:
-
أن تتدخل الدولة في تحديد المهور وما يتبعها من تكاليف باهظة تناسب كل
طبقات المجتمع (الغني والفقير) وعدم تجاوزها من الطرفين؟ ومن اهم ذلك اجور
قاعات وقصور الافراح والتي يصل بعضها إلى اجور خيالية ليست في مقدور الطبقة
الكادحة.
- تحديد العقوبات اللازمة والصارمة على من يتجاوز ذلك.
*
وبذلك نضمن زواجات ميسورة الحال وتناسب كل طبقات المجتمع ونقضي على البذخ
والتعالي في المهور وتكاليفها ونحقق من خلال ذلك فحوى الحديث الشريف (خير
النساء اقلهن مهرًا.. وايسرهن مؤونة).
*
واختم هذه الكلمة بخبر قرأته على الصفحة الاخيرة من هذه الجريدة لمسؤولها
في منطقة عسير الاستاذ: عبدالرحمن القرني المنشور يوم الجمعة 1/2/1434هـ
بعنوان (8) الاف ريال مهر العروس البكر و(6) آلاف ريال للشيب في شعف بلقرن
وبدون حفلات، وقد يسرت هذه القبيلة المهر وانعكس ايجابيًا على الفتيات
والشباب ونادرًا أن تجد (العنوسة او ظاهرة الطلاق في هذه القبيلة) وتعتبر
هذه ظاهرة نادرة تستحق الاشادة من وسائل الاعلام للاقتداء بها.
*
أن تعاون سكان المدن والقرى غنيهم وفقيرهم في تخفض المهور وتكاليف الزواج
اقتداءً بقبيلة شعف بلقرن من انجع وسائل تشجيع الشباب والشابات على الزواج
والقضاء على العنوسة وتكدس الفتيات بدون زواج:وصدق القائل:
* تابى الرماح اذا اجتمعن تكسرًا
واذا افترقن تكسرت آحادا؟
* نقلاً عن صحيفة "المدينة" السبت 16 صفر 1434 (29 ديسمبر 2012).
السبت، 29 أغسطس 2015
هل تتزوج هذه المرأة؟!
يدور
حديث عن المرأة المثقفة والقارئة والباحثة والتي تشغل وقتها في البحث عن
المعلومة، والتأمل فيها، والتي يتجه حبها وطموحها وشغفها إلى العلم
والقراءة سواء النظامية أم غير النظامية، وبين المدح والذم، والتوصيف
والنقد من كلا الجنسين، يقطع الحديث سؤال يبدو مهما ومحرجا ومقلقا، هل تقبل
أن تتزوج بهذا النوع من النساء؟!
يصدر
هذا السؤال من كلا الجنسين، وهو يوجه دائما لمن يبدي إعجابه بتلك المرأة
التي تحمل هذه الصفات، وفي كثير من الأحيان يبدو القلق والارتباك باديا على
من يوجَه له هذا السؤال، فطالما أنه أبدى إعجابه فلا مفر له الآن إلا أن
يقول نعم، بابتسامة وموافقة ورضا، بل يحرص على أن يعقب بكلمات تزيد من
إصراره على مبدئه من أنه يبحث عن تلك المرأة ويتمنى لو أن القدر يجمعه بها،
وليست المرأة المثقفة وحدها هي التي يجري حولها هذ النوع من الحديث، فثمة
حوار مشابه عن المرأة الطموحة في وظيفتها، وتلك الجميلة الأنيقة التي تظهر
على شاشة الفضائيات، وامرأة الأعمال التي تقضي وقتها في تأسيس عملها الخاص،
وتقضي ساعات طويلة خارج المنزل وفي التنقل بالطائرة من بلد لآخر، وعن
الفتاة المهتمة بالعمل التطوعي، وعن الحقوقية والمشاغبة في المجال السياسي،
والتي جعلت القلق والأرق الأمني جزءا من حياتها، هذه النماذج النسائية
يكاد الحديث عنها لا يخلو من سؤال الزواج، فإذا كنت تبدي إعجابك بأسلوب
حياتها وخياراتها فهل تقبل الزواج بها؟!
الغريب
أن هذا السؤال يصدر حتى من النساء المؤيدات لهذا المجال أو ذاك، فهي حتى
تثق بإجابة الرجل تجعله أمام قرار صعب، أو وربما حتى تحرجه وتكشف ادعاءه
توجه له هذا السؤال أو هذا التقرير،( لكنك لن تقبل أن تكون زوجا لامرأة من
هذا النوع)، وفعلا يجد الرجل نفسه محرجا أمام هذا النوع من الحوار.
والغريب
أن هذا السؤال يصدر حتى من النساء المؤيدات لهذا المجال أو ذاك، فهي حتى
تثق بإجابة الرجل تجعله أمام قرار صعب، أو وربما حتى تحرجه وتكشف ادعاءه
توجه له هذا السؤال أو هذا التقرير،( لكنك لن تقبل أن تكون زوجا لامرأة من
هذا النوع)، وفعلا يجد الرجل نفسه محرجا أمام هذا النوع من الحوار.
هناك
ما يسمى بالأسئلة المغلوطة أو الخادعة، وهي ذلك النوع من السؤال الذي يجب
الاعتراض عليه أصلا، لأنه مبني على مسلمة خاطئة، والمسلمة هنا أنك تؤيد هذا
النموذج من النساء إذن يجب أن تقبل الزواج وإلا أصبحت متناقضا، ولاحظ أن
السؤال هنا شخصي وليس عاما، فلو كان السؤال: (هل تعتقد أن المرأة الناشطة
-مثلا- تستطيع أن تكون زوجة وأمّا ناجحة)، لكان السؤال صحيحا، لكن السؤال
عن قبولك أنت الذي تثني على هذا النموذج من النساء، هل تقبل أن تكون زوجا
لها.
هذه
المسلمة التي بني عليها السؤال، (أن تؤيد يعني أن تتزوج)، مسلمة غريبة،
وهي تدل في شكل من أشكالها على اختصار علاقة الرجل بالمرأة في الحياة
بعلاقة الزواج، وربما يدل أصلا على خلل في مفهوم الزواج، فكأن الزواج صار
اقتناء لسلعة، فإذا أعجبك هذا الشيء فلماذا لا تقتنيه، ولماذا لا تحصل
عليه، ولماذا ترفض شراءه.
أن
تؤيد اختيار الإنسان لمستقبله وحياته ومساراته، يعني أنك تحترم عالمه
الخاص به، وأنك تبدي إعجابك به ربما حتى دون التواصل معه، أو التعرف
المباشر به، القضية هنا أنك حين تحترم الإنسان وخياراته يعني أنك تحترم
عالمه، فلماذا يقحم سؤال العلاقة هنا، ولماذا ننظر إلى المرأة بوصفها شيء
يمكننا اقتناؤه، فإذا كنت تؤيد المواصفات الفلانية وترفض اقتناؤها فأنت تقع
في تناقض، أليست المسألة غريبة؟!
لا
يخطر هذا السؤال ببالنا حين نتحدث عن الرجل، لأننا نحترم عالمه، ونحترم
المسافة التي بيننا وبينه، فأن تؤيد رجلا ما في مكان ما وأن تبدي إعجابك
به، لا يترتب عليه سؤال هل تقبل أن يكون شقيقك مثلا، لكنه سؤال حاضر في
الحديث عن المرأة، قد أكون معجبا بنموذج لامرأة ما، لكني أفضل الزواج من
أخرى لأني أحبها بكل بساطة، وقد تكون ضمن هذا النموذج وقد لا تكون، وقد أود
أن تشاركني زوجتي خياراتي في الحياة وقد لا يعني لي ذلك كثيرا وقد أعارض
هذا، أعتقد أن المسألتين تختلفان كثيرا، وأن الخلط بينهما يدل على خلل في
تصورنا تجاه المرأة وهي أنها ملك للرجل، فحين تبدي إعجابا أو تأييدا لنموذج
ما يجب عليك أن تبدي موافقتك على امتلاكها.
* نقلاً عن صحيفة "اليوم" الأربعاء 3 ربيع الآخر 1434 (13 فبراير 2013).
احذري الابتزاز
طالبة
جامعيّة تقول: أصاب جوّالي عطل مفاجئ، فذهبت لإصلاحه عند فنّي جوالات، ولم
أنتبه لما يحتويه من صور خاصّة بي، وعند استلامي له بعد الإصلاح، بَدَأَتْ
تَرِدُني رسائل وسائط تحمل صورًا لي من صاحب المحل، يطلب خلالها صداقتي،
ويعرض تلبية كلّ طلباتي.. على الفور أخبرت أبي وأمّي بما حدث، فقاما بإبلاغ
الشّرطة التي تعاملت مع البائع، واقتصّت منه بعد ما تمّ تحرير محضر ضدّه.
مشهد
يختصر الطّريقة المُثلى في أسلوب التّعامل مع من باع دينه بتحقيق نزوة
حقيرة لتحقيق شهواته في المال أو الجنس، وهو أسلوب حكيم من فتاة تحلَّت
بالحصافة والعفّة والإيمان، فلم تتساهل أو تضطرب مع الذّئاب المبتزّين، بل
انتهجت مسارًا واضحًا كالشّمس، سِماتُه عدم الرّدّ عليهم، وعدم الاستجابة
لإغراءاتهم وتهديداتهم.
إنّها
الطّريقة المُثلى لتتخلّص الفتاة من ضغط المبتزّ لها، وذلك باللّجوء إلى
والديها ومصارحتهم دون تردّد بفحوى ما تتعرّض له من ابتزاز، فكلّما كانت
الاستعانة بالوالدين في مرحلة مبكّرة من المعاكسة أو الابتزاز، كان العلاج
أكثر يُسرًا وفاعليّة ممّا قد يكون بعد أن تتنازل الفتاة المؤمنة عن أشياء
أغلى بكثير من مجرّد الصّورة أو الرّسالة العاطفيّة، فإن خشيت ردود فعل
عنيفة منهما فلتستعن بمن تثق بعلمه وحكمته من إخوتها وأسرتها، فإنّما يأكل
الذّئب من الغنم القاصية. ولتعلم أنّ سياط والديها وأسرتها أهون عليها ألف
مرّة من افتراس هذا الذّئب والاستجابة لنزواته. ومن هنا أبعث برسالتين
مهمّتين:
الأولى: للفتيات فأقول لهنّ:
إنّ
تسجيل المكالمات، والتّصوير أو الحصول على الصّور من جهاز الحاسب الآليّ
أو الهاتف الجوّال، وكذا التّعرّف على الأسرار الخاصّة، هذه كلّها أدوات
الذّئاب لابتزاز الفتيات وتهديدهنّ وإذلالهنّ. . فإنّ الذّئب المُبْتَزّ
يعمد إلى استخدام التّقنيات ووسائل الاتّصال الحديثة لممارسة التّهديد
المباشر ضدّ الفتاة وتحريضها أو إجبارها على ممارسة الرّذيلة، أو من أجل
الحصول على المال تحت رداء الحُبّ أو الزّواج.
وأنتِ
حين تضعين صورة لك في جهاز حاسبك الآلي أو في جوّالك الشّخصيّ، أو
ترسلينها من خلال الإنترنت أو البلوتوث.. فتيقّني أنّك تقومين بمجازفة
شديدة الخطورة، مجهولة النّتائج، عالية التّكاليف، فإنّ التّقنيات الحديثة
جاءت لتلبية الحاجات المهمّة في حياة البشر، وتسهيل أمور الحياة اليوميّة،
وأمّا حين تتحوّل إلى تَرف وتهاون ومباهاة؛ فهي هنا أقرب إلى منطقة شديدة
الانفجار لا يعلم خطره إلاّ الله.
ولكي
نكون واضحين جدًّا فإنّ الفتاة هي من توحي للشّاب بفكرة الابتزاز، هي من
تفتح الباب لاصطيادها، وهي من تُصرِّح بأسرارها، وهي من ترسل أو تتساهل في
المحافظة على صورها وخصوصيّاتها. . كما أنّها تُوجِّه للمعاكس والمبتزّ
دعوة صريحة حين تكون متبرّجة، صاحبة ملابس لافتة للنّظر، كثيرة الضّحكات
والتّعليقات مع زميلاتها في الأسواق وعند الخروج من المدرسة، إنّها هنا
(فريسته المنتظرة).
إنّ
الوقاية خير من العلاج، ومن الوقاية للفتاة المؤمنة في شأن المعاكسات
والابتزاز، الحجاب السّاتر، وعدم الخضوع بالقول، واصطحاب المحرم إلى مجمعات
الرّجال، واقتصار دخول الشّات والمنتديات على المواقع الآمنة، فإنّ
"الشّات" و "المنتديات المختلطة" ميدان تواصل بين الجنسين، ومادّتها في
الغالب: الكتابة والمحادثة والصّور الثّابتة والمتحرّكة، وفيها اشتعال
العاطفة، وسقوط الكُلفة، وغياب الرّقيب، والحقيقة المجهولة، والصّداقات بين
الجنسين مُشرعة مزيّفة، والأقنعة حاضرة، فعلى الفتاة المسلمة أن تكون
واعية، مسؤولة عن نفسها، حافظة لدينها وعِفَّتها وشرفها وسُمعة أسرتها.
وأمّا الرّسالة الثّانية فهي للوالدين والأسرة فأقول:
على
الأسرة أن تدرك حجم تبعات استخدام أفرادها للتّقنيات الحديثة، فتسعى
لتثقيفهم بطرائق التّعامل معها، والاستخدام الآمن لها، وتبيان مخاطرها.
ثم
إنّ تربية الفتاة منذ صغرها على ثقتها بنفسها، والإجابة عن تساؤلاتها
بأريحيّة تامّة، واحتوائها تحت رداء أسرتها، واحترام ذوقها ورأيها
وقناعاتها، وتعميق العاطفة والحبّ والمشاريع المشتركة بين الأسرة والأولاد،
من أسباب حفظها في كِبَرِها، وأمّا حين تعتاد الفتاة على مصادرة رأيها في
أسرتها، واغتيال الشّجاعة الأدبيّة في نفسها، وتربيتها تحت مطرقة الصّراخ
والتّهديد، فغالبًا ما يصعب عليها قول "لا" لمن يرغب في ابتزازها، فإنّ
الفتاة حين تفقد في أسرتها حاجاتها النّفسيّة الأساسيّة من الحبّ والانتماء
والعلاقات المتينة وتحسّ بالجوع العاطفيّ، تتحوّل إلى شخصيّة ضعيفة فاقدة
الثّقة بنفسها وأسرتها، وتبحث عمّن يروي حاجتها هنا أو هناك، فتستمطر
أحيانًا من الآخرين الإعجاب، أو تتساهل في الحديث مع الشّباب، وهنا يمكن
استدراجها.
إنّنا مع تأكيدنا على أهميّة احتضان الأسرة لأفرادها، إلاّ أنّ افتقاده ليس مسوّغًا للفتاة للوقوع في هاوية المعاكسة والابتزاز، فلا شكّ أنّ هذه النتيجة حصاد ما بذرت يداها من الاستهتار والجهل وضعف الدّين والخُلُق
زوجات للنكد!!
أصعب
شيء على المرء أن يعيش في نكد داخل بيته .. وتزداد معاناته ان كانت امرأته
من النوع « النكدي الثقيل « بمعنى أنها كامل الدسم إذ لن تجدي معها
الحمضيات أو الفيتامينات لتسيير دهونها عن الانسداد المؤدي إلى زيادة جرعة
طفشان الرجل من عيشته – أصدقكم القول لم أتجاوز هذه المرحلة « الله يستر
ماتطيح هالنسخة في يدها»– فلقد وقع قريب لي في ورطة بعلته التي ازدادت
شهيتها خلال الثلاث سنوات الأولى من زواجه وتجاوز وزنها المائة كيلو غرام
.. وعبثاً حاول أن يمنعها من الشراهة في الأكل دون جدوى وهو يؤكد أن كل شي
في حياته أصبح مائلاً بدءاً من سرير النوم إلى السيارة والأريكة التي
تشاطره الجلوس عليها !! مما اضطره إلى تحويل سكناه لمنتجع رياضي على حد
قوله مارست فيه كافة الرياضات .. ولجأ اخيراً إلى مطوع القرية الذي نصحه
بعلاج ناجع .
-لست مسؤولا عن فحواه ..و مفاده كالتالي :-
1-التنغيص على عيشتها .
2-التحايل عليها بالنزهة وتركها تعود إلى البيت مشياً .
3-التهديد بالثانية – لا اعتقد أن احداً يفعلها ويسلم .
4-منعها من زيارات الضحى .
5-التلويح بورقة الطلاق ..وهذه فعلتها فرمت بالأولاد في وجهي ولم تعد الّا بعد حب خشوم أهلها فرداً فرداً ..
ومع
كل ذلك فلقد فشل في جميع تجاربه مما حدا به إلى الرضوخ والاستسلام للأمر
الواقع .. وتحويل نكده إلى حقيقة اعتاد عليها بل وأحالها إلى عمله .. وبدت
عليه علامات التذمر من المراجعين والمماطلة في إنهاء إجراء المعاملات..
والأخيرة أضحت سمة يعرفها كل مراجع للإدارات الحكومية التي تعيش على هذا
النمط - لست أدري إن كان جميع موظفي الدولة يعانون من نكد زوجاتهم - وأصبحت
مزاجية البعض منهم كتعامل بنوكنا المحلية في مص دمائنا قطرة قطرة مما يحتم
على المواطن التأكد قبل تقديم معاملته معرفة « روقان « الموظف من عدمه
وعليه ان يهرب قبل ان « يفش غله « في أوراقه ليدوخ عبر أروقة الروتين
والضياع .. وببساطة على الرجل ان يفتش عن بداية كل معاناة تخرم رأسه لأنه
بالتأكيد سيجدها نسجت اطراف خيوطها من أروقة بيته .. وكما ان وراء كل حادث
سير ليموزين .. فكذلك وراء كل مصيبة امرأة وأنا مسؤول عما أقول! ــ رغم اني
سأنام الليلة في الشارع بعد نشر هذه المصيبة التي يدعونها مقالة ــ
خسوف العلاقة الزوجية.. ظاهرة تحجب الحياة
قالت
إحداهن إنها تمضي قرابة الأسبوع وأكثر لا يدور بينها وبين زوجها غير الملح
من الكلام في متطلبات المنزل والأولاد، أما ما يمت لأي حديث خاص يتعلق
بهما فقد أصبح بحكم النادر، وحين سألتها عن رأيها في ما يكمن من سبب وراء
ذلك، قالت: لا أرى شيئا غير الملل من طول العشرة، بل وأزيدك شعرا بات الملل
والرتابة ينشآن سريعا بين الزوجين، فتجد من لم يمض غير السنة وقد بدأ
يتنحنح بذلك ويطريه.
لو
ملنا إلى جانب تحليل ذلك، فأعتقد أن الموضوع في تصوري لا ينشأ بالضرورة عن
واقع حي، يقال لو تصورنا أن السماء ستمطر فسوف يحدث ذلك! ونشوء الفجوة بين
الزوجين منذ بداية حياتهما وتركها تتسع هي أساس البلاء الذي ينتج عنه كل
هذه التراكمات من رتابتها وعقدها وجفائها وغير ذلك.
فمتى
ما تصور الزوجان أن حياتهما بدأت تنحني لجانب تأدية الواجب والقيام
بمستلزمات الأسرة والحقوق الكامنة في أفعل ولا تفعل، يبدو لهما الأمر مثل
الوظيفة التي تتطلب الإنجاز السريع ليس حبا في تأديتها بقدر ما هو هدف لنيل
ما وراء ذلك من مصلحة أو قضاء حاجة مؤقتة.
وثمة
جانب آخر ملموس يكمن في التباعد في الفكر والإحساس أو ما نطلق عليه الجانب
الروحي، وليس ضرورة التوافق الكامل في الاهتمامات بقدر ما هو توافق نفسي
ينبت بينهما شجرة الحب والمودة والتراحم، ومن خلال ذلك تتفرع الرغبة في
التواصل والتكامل والحاجة الدائمة لدفء والطمأنينة في ما بينهما..
ومن
المضحك في الموضوع أن بعض المفكرين من الجنسين حين يبدأ في مناقشة ذلك
يملي ما يعتقد وليس ما هو حقيقة في تفسير وحل هذا الأمر، فيعلق بعضهم على
أن المرأة هي المسؤولة بالمقام الأول وعليها ما عليها من واجب في تتبع ما
يرضي الزوج ويريحه وينعش ذاكرته، وتكتب الأخرى أن الزوج يتحمل المهمة
الصعبة والقوامة في تغيير هذا الواقع المحزن، وعليه أن يتحمل العبء كامل
فتتسع الهوة بينهما ويتمثلان في صورة التي نقضت غزلها من بعد قوة!
لا
نريد أن نتمثل الآن في قول، أقصى الأمل تولد في أقصى الشقاء، بل نريد
الخلوص لتفسير مريح لظاهرة الخسوف بين الزوجين وبدون فلسفة أو إطالة، أقول
أن العقدة تكمن في النفوس والعقول وليس في الألسنة ومتى ما أدرك ذلك
ستنجلي. في أمان الله.
* نقلاً عن صحيفة "عكاظ"، السبت 6 صفر 1433 (31 ديسمبر 2011).
الجمعة، 28 أغسطس 2015
في الطلاق.. تعددت الأسباب والمرأة دائما المتهم
رغم
إقرارها باستحالة الحياة بينهما كانت تتنهد في كل مرة تحكي لي فيها عن
خلافاتها الزوجية وتقول: "قسمتي ونصيبي"، وعندما أسألها لماذا لا تطلبين
الطلاق
تجيبني "تريدينني مطلقة؟! ألا تعرفين ما يقولونه عن المطلقات؟!"، ساعتها أشعر أن معها حقا، لأنه لن يفهم أحد كيف تطلب الطلاق بعد أن صارت زوجة وأما،
وسيحملها الجميع وزر هدم البيت وتشتيت الأولاد، ومهما كانت نوع الشكوى من الزوج فسيقولون لها "تحملي من أجل الأبناء".
تجيبني "تريدينني مطلقة؟! ألا تعرفين ما يقولونه عن المطلقات؟!"، ساعتها أشعر أن معها حقا، لأنه لن يفهم أحد كيف تطلب الطلاق بعد أن صارت زوجة وأما،
وسيحملها الجميع وزر هدم البيت وتشتيت الأولاد، ومهما كانت نوع الشكوى من الزوج فسيقولون لها "تحملي من أجل الأبناء".

لماذا
يحمل الجميع المرأة مسئولية فشل العلاقة الزوجية؟ وهل تتفق تعاليم ديننا
الحنيف مع نظرة اللوم للمطلقة أم أن التقاليد هي السبب؟ وكيف تتعامل
المطلقة مع هذه النظرة وتتغلب عليها؟.
صورة سلبية
ترصد
إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تزايد نسب المطلقات في
الفترة الأخيرة حيث زادت النسبة من 17% عام 1999 إلى 19% عام 2003. ورغم
أن الحياة زوجية علاقة بين اثنين فإن فشل العلاقة الزوجية وانتهاءها بالطلاق يقع على كاهل المرأة وحدها كما تقول دكتورة "حنان سالم" -أستاذة الاجتماع بكلية الآداب، جامعة عين شمس بمصر.
أن الحياة زوجية علاقة بين اثنين فإن فشل العلاقة الزوجية وانتهاءها بالطلاق يقع على كاهل المرأة وحدها كما تقول دكتورة "حنان سالم" -أستاذة الاجتماع بكلية الآداب، جامعة عين شمس بمصر.
وتضيف:
نقول في الأمثال "الست تعشش والراجل يطفّش" أي أن المرأة يقع عليها
مسئولية استقرار الأسرة رغم أن الرجل -في النصف الثاني من المثل- "يطفّش"
أي يهدد الاستقرار!.
أي يهدد الاستقرار!.
وتفسر
"د.حنان" اختلال الصورة بأنه في الطلاق تتغير صورة المرأة فهي أمّ رافضة
أو مرفوضة، رافضة يعني أنها رفضت الصورة التقليدية لها كزوجة وأم وبالتالي
فهي متمردة وليس هناك صورة إيجابية للمرأة المتمردة في المجتمعات العربية،
أو مرفوضة أي مرذولة لأنها مطلقة؛ أي أن الرجل هو الذي رفضها وطلقها لأنها
غير جديرة ببناء أسرة أو لأنها أخطأت ولا يتم توجيه اللوم للرجل باعتباره
السبب في هدم البيت؛ لأن الرجل هو الذي يختار المرأة ويطلبها للزواج أو
يرفضها فيطلقها.
وتضيف:
غالبا ما تحاط سلوكيات المرأة المطلقة بكثير من الشكوك مقارنة بالفتاة
البكر العذراء بسبب شيوع اعتقاد أن المطلقة أقل حصانة في الدفاع عن شرفها
وعفتها؛ وبالتالي فهي فريسة سهلة لإقامة علاقة جنسية غير مشروعة، ولذا تتم
محاصرتها وممارسة كافة أنواع العنف النفسي والعاطفي والجسدي عليها؛ والسبب
في الشكوك أن لها تجربة سابقة في العلاقة الجنسية وتعرف وتشعر بمتطلبات
الجسد، وبالتالي تتم محاصرتها خوفا من أن تخطئ أو يستغل أحد ضعفها.
صدمة الطلاق
وإذا
كانت الصورة التقليدية للمرأة المطلقة بكل هذه السلبية فمن الطبيعي أن
يكون لها تأثيرها النفسي السيئ عليها كما يقول د. محسن شعلان -أستاذ الطب
النفسي بجامعة القاهرة بمصر.
ويضيف
أن المطلقة غالبا ما تشعر بتفكك نفسي داخلي وصدمة بسبب شعورها بأنها
مرفوضة سواء من زوجها الذي طلقها وتركها أو أصدقائها وأهلها الذين يلومونها
ويحملونها سبب فشل الزواج رغم أنها قد لا تكون السبب.
ويقول:
رغم أن المرأة عادة لا تطلب الطلاق في مجتمعاتنا العربية إلا بعد أن يفيض
الكيل بها وتتيقن من استحالة الحياة مع زوجها؛ لأنه كما نقول في أمثالنا
الشعبية "ظل راجل ولا ظل حيطة" وغالبا ما تلجأ المرأة بعد الطلاق للانطواء
وقد يصيبها الاكتئاب إذا استسلمت لحالة الرفض واللوم التي يواجهها بها
المجتمع؛ خاصة أن كثيرا من المطلقات لا يتزوجن بعد طلاقهن ويفضلن تكريس
حياتهن لتربية الأبناء، وأحيانا قد ترغب المطلقة في الزواج مرة أخرى لكنها
تخشى فقدان حضانة الأبناء، وبالتالي ليس المجتمع وحده يظلم المرأة ولكن
القوانين والتشريعات الرسمية أيضا.
رفقا بالقوارير
يخلو
ديننا الحنيف من هذه النظرة المتعصبة للمرأة ولا يحملها فوق طاقتها، بل
على النقيض فهو يضع جزءا كبيرا من المسئولية على عائلة الزوجين "المجتمع
المحيط" ويطالبهما بالتدخل وإصلاح الشقاق كما يقول المولى عز وجل: "وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق
الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا" [النساء: 35].
المحيط" ويطالبهما بالتدخل وإصلاح الشقاق كما يقول المولى عز وجل: "وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق
الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا" [النساء: 35].
وإذا
تم الطلاق "وهو أبغض الحلال عند الله" فمن الممكن أن تتزوج المرأة بعد
انقضاء العدة وبذلك تبدأ حياة أسرية جديدة ولا تكون منبوذة.
ويؤكد
د." محسن شعلان" أن المطلقات يمررن بمراحل نفسية عديدة: أولها مرحلة
الصدمة حيث تعاني المطلقة من الاضطراب الوجداني والقلق بدرجة عالية.
ثم
مرحلة التوتر ويغلب عليها القلق والاكتئاب وسببها هو الشعور بالاضطهاد
والظلم والوحدة والاغتراب والانطواء والتشاؤم وضعف الثقة بالنفس وعدم الرضا
عن الحياة.
ثم
مرحلة إعادة التوافق وفيها ينخفض مستوى الاضطراب الوجداني، وتبدأ المطلقة
إعادة النظر في مواقفها في الحياة بصفة عامة، والزواج بصفة خاصة وفي
هذه المرحلة تحتاج المرأة إلى إعادة ثقتها بنفسها، وإعادة حساباتها، والتخلص من أخطائها وتعديل وجهة نظرها نحو الحياة بصفة عامة والرجال بصفة خاصة،
وتعويض الحرمان وشغل الفراغ الذي خلفه ترك زوجها لها خاصة إذا كانت وحيدة لا تعمل.
هذه المرحلة تحتاج المرأة إلى إعادة ثقتها بنفسها، وإعادة حساباتها، والتخلص من أخطائها وتعديل وجهة نظرها نحو الحياة بصفة عامة والرجال بصفة خاصة،
وتعويض الحرمان وشغل الفراغ الذي خلفه ترك زوجها لها خاصة إذا كانت وحيدة لا تعمل.
وتحتاج
المطلقة إلى معونة الأهل والأصدقاء للتغلب على ما تعانيه من صراعات نفسية
تولدت عن تجربة الفشل التي عاشتها نتيجة لتغير النظرة إليها، وانخفاض
مفهوم الذات لديها، وكذلك لما مر بها من حرمان ومآس طوال حياتها الزوجية الفاشلة.
مفهوم الذات لديها، وكذلك لما مر بها من حرمان ومآس طوال حياتها الزوجية الفاشلة.
الطلاق..أبغض الحلال..
يعتبر
الطلاق مشكلة اجتماعية نفسية.. وهو ظاهرة عامة في جميع المجتمعات ويبدو
أنه يزداد انتشاراً في مجتمعاتنا في الأزمنة الحديثة والطلاق هو " أبغض
الحلال " لما يترتب عليه من آثار سلبية في تفكك الأسرة وازدياد العداوة
والبغضاء والآثار السلبية على الأطفال ومن ثم الآثار الاجتماعية والنفسية
العديدة بدءاً من الاضطرابات النفسية إلى السلوك المنحرف والجريمة وغير
ذلك.
ومما
لا شك فيه أن تنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة وتكوين الأسرة قد نال
اهتمام المفكرين منذ زمن بعيد. ونجد في كل الشرائع والقوانين والأخلاق
فصولاً واسعة لتنظيم هذه العلاقة وضمان وجودها واستمرارها. ويهتم الدين
ورجال الفكر وعلماء الاجتماع وعلماء النفس بهذه العلاقة، كل يحاول من جانبه
أن يقدم ما يخدم نجاح هذه العلاقة لأن في ذلك استمرار الحياة نفسها
وسعادتها وتطورها.
وتتعدد
أسباب الطلاق ومنها الملل الزوجي وسهولة التغيير وإيجاد البديل وطغيان
الحياة المادية والبحث عن اللذات وانتشار الأنانية وضعف الخلق، كل ذلك
يحتاج إلى الإصلاح وضرورة التمسك بالقيم والفضائل والأسوة الحسنة.
ومن
الأسباب الأخرى "الخيانة الزوجية" وتتفق كثير من الآراء حول استحالة
استمرار العلاقة الزوجية بعد حدوث الخيانة الزوجية لاسيما في حالة المرأة
الخائنة. وفي حال خيانة الرجل تختلف الآراء وتكثر التبريرات التي تحاول دعم
استمرار العلاقة.
بحسب آخر الإحصائيات الصادرة من وزارة العدل فإن عقود الزواج التي تمت بالمملكة خلال عام واحد بلغت 115549عقداً بمعدل 316عقد زواج يومياً فيما بلغ إجمالي صكوك الطلاق بالمملكة 24428صك طلاق أي بمعدل 66صك طلاق يومياً.. وكشفت دراسة أخرى أعدتها وحدة الأبحاث في مركز الدراسات الجامعية أن نسبة الطلاق في المملكة ارتفعت لتتجاوز الـ60% وبالتحديد في أواخر عام 2007م.
66حالة طلاق يومياً وارتفاع النسبة لتتجاوز إلى 60% على الرغم من الدهشة التي قد تبدو على البعض جراء تلك الأرقام والنسب إلاّ أنني اعتبرها في المعدل الطبيعي في ظل الثقافة التي يحظى بها العروسان أو الزوجان عن الحياة الأسرية قبل دخولهما تلك الثقافة مازلت هشة ودون المأمول.
فأغلب الشباب والفتيات ينخرطون في تكوين أسرة دون وعي بأهميتها ودون دراية كل طرف بطبيعة الآخر ونفسيته والطريقة الصحيحة للتعامل معه. معظم أسباب حالات الطلاق لا تتعدى أن تكون نتاج خلافات يومية بسيطة أجزم أنها ستكون عابرة وطبيعية لو كانت الأرضية التي يبنى عليها الزواج تعتمد على الشفافية والوضوح ومراعاة كل طرف للآخر.
ورغم تعدد الحلول في هذا الصدد إلاّ أننا نجد تجاهلاً مستمراً لقدرة برامج التدريب والتطوير الذاتي على حل تلك المشكلات والمساهمة في علاج الكثير من قضايانا الشائكة.
في ماليزيا (نسبة المسلمين حوالي 60%) بلغت نسبة الطلاق في عام 1992م حوالي 31% وهو رقم وقف أمامه رئيس الوزراء آنذاك مهاتير محمد ووجده يشكل عائقاً أمام التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تطمح بها البلاد آنذاك قرر مهاتير لمعاجلة هذا الوضع استحداث ما يسمى (رخصة الزواج) وهي عبارة عن دورات تطويرية في الحياة الزوجية تستلزم طالبي الزواج من الجنسين قبل توثيق عقد الزواج انخفضت نسبة الطلاق في ماليزيا بسبب تلك الرخصة في ذلك العام إلى 7% ولا تحضرني النسبة الحالية للطلاق لكن الأكيد أن ماليزيا تعتبر من أقل دول العالم في حالات الطلاق.
إن تجربة المجتمع الماليزي ذي التعددية الثقافية المختلفة التي قد تقف عائقاً مباشراً أمام علاج قضايا بحجم "الطلاق" أدركت وبوعي ديني دون تردد في جدوى استخدام التدريب والتطوير الذاتي في علاج هذه المشكلات.
ووسط تركيز البعض على عدد من الحلول التقليدية والتي تأتي على شكل وصفات عامة كالخطب والمحاضرات والندوات أو وصفات خاصة تظهر على شكل مبادرات شخصية وذاتية لعلاج قضايا الطلاق إلاّ أن الأرقام والنسب لدينا تؤكد عدم فعالية تلك الأدوات على مدى السنوات العشر الماضية على أقل التقديرات ففي السنوات الأخيرة بدأ واضحاً ارتفاع المعدل رغم ارتفاع الجهود المبذولة لمعالجة الوضع القائم وهو ما يعني قطعاً حاجة البحث عن حلول أخرى أبرزها إقرار رخصة ممارسة الحياة الزوجية.
من المؤسف حقاً أن يقف الجميع صامتاً أمام كارثة الطلاق التي يشهدها المجتمع المسلم كارثة الطلاق تستمر في إحداث شروخ في جسد المجتمع ليس لها نهاية ولا يقف ضررها في محيط الأسرة بل يتعدى ذلك الضرر للمجتمع عامة ولمستقبل بعيد أيضاً.
http://hayatnafs.com/moshkelat/divorce.htm
زواج (( المسيار )) ولعنة التسمية
كثيراً ما يحلو الحديث لنا نحن عباد الله (( المستسلمون ))
لجبروت وطغيان نساء ابتلانا الله بهن ليختبر مدى صبرنا وقدرتنا على تحمل
الابتلاء ولله في ذلك شؤون !
أقول كثيراً ما يطيب لنا الحديث عن زواج (( المسيار )) . خاصة حينما نبتعد عن أجواء المنازل الصاخبة ونستلقي في ردهات الاستراحات الهادئة ، وأعرف أن الكثير من الكتاب وأشباه الكتاب ـ أمثالي ـ وانقسموا ـ كأي عرب آخرين ـ إلى أطراف ثلاثة ؛ طرف مؤيد لهاذا الزواج ، وآخر معارض (( بلطف )) ، وثالث يقف على الحياد قلبه مع المؤيدين؛ وعقله مع المعارضين (( بلطف )) !
وكزوج قديم مهتم بهذا النوع من (( الزيجات )) .. فانني اعتقد أن سبب ( نفور ) ومعارضة الكثير من النساء والقليل من القليل من الرجال لهذا الزواج المبارك يعود إلى التسمية نفسها . فالمسيار كلمة مشبوهة جاءت من الفعل اللعين ( سار ) وعند العرب تأتي كلما سار وسيراً وتسياراً ومسيراً ومسيرة وسيرورة بمعنى الذهاب في الليل ).. ومن هنا كانت مشكلة هذا الزواج البريء الذي يعتقد الكثيرون أنه يتم في ( جنح الليل البهيم ) مع أنها أكذوبة رائجة ابتدعها من لايريد خيراً له أو لغيره من محبي هذا النوع من الزواج !
لذا فإنني أطالب أنصار هذا النوع من الزواج الذي يربط ( رأسين في الحلال ) التضامن والوحدة ؛ والسعي قدماً في البحث عن تسمية جديدة تكون أكثر قبولاً ، وأكثر (( رومانسية )) من سار وسيّر ومسيار وأخواتها ، وإن شئتم اختياري فلنسمه ( زواج الوفاق ) باعتبار أن كلا الطرفين الرجل والمرأة قد اتفقا عليه وعلى شروطه ونتائجه .
ولست أدري لماذا يتعرض هذا الزواج الشرعي وحده ؛ إلى مثل هذه الحملة المغرضة من قبل ( المعددين الشجعان ) ومن قبل ( المفردين الجبناء ) مع أن زواجاً آخر نشم فيه رائحة الخداع والتدليس يمارس على رؤوس الأشهاد دون أن يتعرض لأي كلمة شجب ، أو استنكار ، وأعني به ( الزواج بنية الطلاق دعك من الزواج العرفي وغيره ... هل لأن هذا الزواج يقدم عليه الموسرون وعليه القوم زواج ( ستقراطي ) ، ويبحثون عن رضى الله ، ورضى أم العيال ، ورضى النفس الأمارة بالسوء !!
إن زواج الوفاق ( المسيار سابقاً ) زواج شرعي مكتمل الأركان ، ولا أظن أن فيه ما يعيبه في ظل ظروف معينة وبرضى الجميع .. ولكنني مع تأييدي لهذا النوع من الزواج .. أشدد على ضرورة اختيار الزوج المناسب السوي السلوك ، وعلى المرأة التي ترتضي هذا النوع من الزواج ألا تنظر إلى عمر الزوج بقدر ما تنظر إلى سلوكه ووعيه ، ووظروفه ... فقد تجد الراحة التي تنشدها والذرية الصالحة مع رجل متقدم قليلاً في السن ناضج العقل والتجربة سوي السلوك ، ولا تجده لدى شاب (( طائش )) يفهم هذا الزواج فهماً خاطئاً لا تظنوني خبيراً أو مستشاراً هذا الزواج ، فأنا أضعف من أن أتحدث عن فوائد ( التعدد ) في محيط الحي الذي أسكنه ، ولكنني أضع نصائحي وتقديراتي لمن يهمه ذلك من الجنسين أما عن أي حزب أنتمي إليه من الأحزاب المعارضة أو المؤيدة أو التي تقف على الحياد .. أقول لكم وأنا بكامل قواي العقلية والنفسية والجسدية ؛ أنني من مؤيدي حزب الزواج الوفاقي ( المسيار سابقاً ) وسأدافع عن مبادئ ونتائجه بما أوتيت من قوة وحكمة ما لم يحدث لي حادث ـ لا سمح الله ـ فأنا في الحقيقة رغم حماستي رجل مسالم لم أجرب ( الحروب ) الزوجية ، ولا بطش النساء المفتريات ) وإن كانت حياتي لم تخل من ( الهزائم ) الصغيرة عند المواجههة أحلها بضبط النفس ، الدعاء في الثلث الأخير من الليل على كل من لا يريد لأخيه المسلم الخير ، والمتعة والذرية الصالحة !!
أقول كثيراً ما يطيب لنا الحديث عن زواج (( المسيار )) . خاصة حينما نبتعد عن أجواء المنازل الصاخبة ونستلقي في ردهات الاستراحات الهادئة ، وأعرف أن الكثير من الكتاب وأشباه الكتاب ـ أمثالي ـ وانقسموا ـ كأي عرب آخرين ـ إلى أطراف ثلاثة ؛ طرف مؤيد لهاذا الزواج ، وآخر معارض (( بلطف )) ، وثالث يقف على الحياد قلبه مع المؤيدين؛ وعقله مع المعارضين (( بلطف )) !
وكزوج قديم مهتم بهذا النوع من (( الزيجات )) .. فانني اعتقد أن سبب ( نفور ) ومعارضة الكثير من النساء والقليل من القليل من الرجال لهذا الزواج المبارك يعود إلى التسمية نفسها . فالمسيار كلمة مشبوهة جاءت من الفعل اللعين ( سار ) وعند العرب تأتي كلما سار وسيراً وتسياراً ومسيراً ومسيرة وسيرورة بمعنى الذهاب في الليل ).. ومن هنا كانت مشكلة هذا الزواج البريء الذي يعتقد الكثيرون أنه يتم في ( جنح الليل البهيم ) مع أنها أكذوبة رائجة ابتدعها من لايريد خيراً له أو لغيره من محبي هذا النوع من الزواج !
لذا فإنني أطالب أنصار هذا النوع من الزواج الذي يربط ( رأسين في الحلال ) التضامن والوحدة ؛ والسعي قدماً في البحث عن تسمية جديدة تكون أكثر قبولاً ، وأكثر (( رومانسية )) من سار وسيّر ومسيار وأخواتها ، وإن شئتم اختياري فلنسمه ( زواج الوفاق ) باعتبار أن كلا الطرفين الرجل والمرأة قد اتفقا عليه وعلى شروطه ونتائجه .
ولست أدري لماذا يتعرض هذا الزواج الشرعي وحده ؛ إلى مثل هذه الحملة المغرضة من قبل ( المعددين الشجعان ) ومن قبل ( المفردين الجبناء ) مع أن زواجاً آخر نشم فيه رائحة الخداع والتدليس يمارس على رؤوس الأشهاد دون أن يتعرض لأي كلمة شجب ، أو استنكار ، وأعني به ( الزواج بنية الطلاق دعك من الزواج العرفي وغيره ... هل لأن هذا الزواج يقدم عليه الموسرون وعليه القوم زواج ( ستقراطي ) ، ويبحثون عن رضى الله ، ورضى أم العيال ، ورضى النفس الأمارة بالسوء !!
إن زواج الوفاق ( المسيار سابقاً ) زواج شرعي مكتمل الأركان ، ولا أظن أن فيه ما يعيبه في ظل ظروف معينة وبرضى الجميع .. ولكنني مع تأييدي لهذا النوع من الزواج .. أشدد على ضرورة اختيار الزوج المناسب السوي السلوك ، وعلى المرأة التي ترتضي هذا النوع من الزواج ألا تنظر إلى عمر الزوج بقدر ما تنظر إلى سلوكه ووعيه ، ووظروفه ... فقد تجد الراحة التي تنشدها والذرية الصالحة مع رجل متقدم قليلاً في السن ناضج العقل والتجربة سوي السلوك ، ولا تجده لدى شاب (( طائش )) يفهم هذا الزواج فهماً خاطئاً لا تظنوني خبيراً أو مستشاراً هذا الزواج ، فأنا أضعف من أن أتحدث عن فوائد ( التعدد ) في محيط الحي الذي أسكنه ، ولكنني أضع نصائحي وتقديراتي لمن يهمه ذلك من الجنسين أما عن أي حزب أنتمي إليه من الأحزاب المعارضة أو المؤيدة أو التي تقف على الحياد .. أقول لكم وأنا بكامل قواي العقلية والنفسية والجسدية ؛ أنني من مؤيدي حزب الزواج الوفاقي ( المسيار سابقاً ) وسأدافع عن مبادئ ونتائجه بما أوتيت من قوة وحكمة ما لم يحدث لي حادث ـ لا سمح الله ـ فأنا في الحقيقة رغم حماستي رجل مسالم لم أجرب ( الحروب ) الزوجية ، ولا بطش النساء المفتريات ) وإن كانت حياتي لم تخل من ( الهزائم ) الصغيرة عند المواجههة أحلها بضبط النفس ، الدعاء في الثلث الأخير من الليل على كل من لا يريد لأخيه المسلم الخير ، والمتعة والذرية الصالحة !!
الخميس، 27 أغسطس 2015
الإغتصاب ظاهرة تتم في الخفاء وعلاقة جنسية تحت تأثير العنف
ربّى الإسلام أتباعه, وبين لهم أسس
وقاية المجتمع من الانحرافات السلوكية والفكرية التي تجر البعض نحو الجريمة
وظلم الناس, وغرس فيهم القيم والأخلاق والفضيلة والحياء ونهاهم عن
الإباحية, ورفض العنف بكافة أشكاله والتعدي على الأعراض حتى صارت صيانة
الأعراض مقصد من مقاصد الشريعة .
وفي المقابل شجع الإسلام على الزواج الشرعي ويسر سبله لحماية الشباب من الوقوع في الرذيلة, ووصف المعتدين على أعراض الغير بالمفسدين في الأرض وبين بشاعة الفعل, وما ينتج عنه من آثار نفسية تظهر على سلوك المظلومين الذين قد يكررون تجاربهم مع غيرهم فيما بعد . الاغتصاب .. إحدى تلك الجرائم التي بدأت تطفح في وقتنا الحاضر على وجه بعض المجتمعات, والتي تكشف عنها وسائل الإعلام من وقت لآخر,
ونحن هنا نتطرق لهذه القضية من جانب الأسباب والدوافع, وكذلك الآثار, وسبل العلاج لهذا السلوك الإجرامي المنحرف, فإلى مداخلات القضية.
العنف والقهر
في البداية قال رئيس قسم الدراسات الاجتماعية بجامعة أم القرى الدكتور عبد الحفيظ محبوب: « إن الاغتصاب علاقة جنسية تحت تأثير العنف والقهر, وللاغتصاب أشكال عديدة منها ما يكون مع المحارم, ومنها ما يكون بين الجنس الواحد, ومنها ما يتم من خلال استدراج الأطفال واغتصاب براءتهم رغبة في الانتقام بسبب فعل مورس عليه في الماضي ، وفي الآونة الأخيرة تمكنت قنوات الاتصال المرئية والمسموعة من عرض موضوع الاغتصاب لتحذير المجتمع من آثارها السلبية على سلوك الأفراد داخل المجتمع , وهي ظاهرة موجودة ولها مسببات منذ القدم, ولكن عرضها في وسائل الإعلام هي التي جعلت الناس تعتقد بأنها ظاهرة حديثة, ولاشك أنها زادت مؤخرا ودورنا أن نعالج هذه الظاهرة قبل استفحالها, وعدم تجاهلها بحجة أن الخوف من الفضيحة.
الأحياء العشوائية
وأشار الدكتور عبد الحفيظ محبوب في معرض حديثه إلى أن الاغتصاب ظاهرة تتم في الخفاء وتحت سطوة التهديد والتخويف للمغتصب من الفضيحة أو لأسباب تمس جوانب أخرى كالخوف من فقدان وظيفة أو توقف مصالح خاصة، فدوافع الاغتصاب في المجتمعات المدنية موجودة, وتتصاحب في كثير من الحالات مع الإدمان على المخدرات, وهذا يفسر كثرة حالات الاغتصاب خصوصا في الأحياء العشوائية التي يكثر بها المخدرات وتعاطيها.
التبرج والتعطر
. و قال د.عبد الحفيظ :ولا يسع المجتمعات الواعية تجاهلها, والاعتراف بها كظاهرة موجودة هو أول طرق العلاج من خلال وقاية المجتمع, فالوقاية خير من العلاج والإسلام دائما يحذر من اصحاب السوء, ويطلب من الاباء اختيار زملاء ابنائهم والتعرف عليهم ، ونصح الإسلام أتباعه بتجنب الأماكن المشبوهة وأماكن الرذيلة ومحاربة أوكارها, كما حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الخلوة حيث قال صلى الله عليه وسلم : ( ما اجتمع رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) ، وأمر المرأة بعدم التبرج والتعطر عند الخروج، ونهى عن سفرها بدون محرم كي لا تتعرض للإيذاء والتحرش, وأوصى المرأة بعدم الخضوع واللين في القول لكي لا يطمع الذي في قلبه مرض, هذه كلها وسائل للوقاية وضعها الإسلام لحماية المجتمع من الانحراف.
الانتحار
و اضاف الدكتور عبد الحفيظ انه لا يتوقف دور التوعية على المنزل والمدرسة, بل يشمل جميع المؤسسات الحكومية والأهلية, لأن للاغتصاب آثارا سلبية على المرأة والشاب والطفل قد تؤدي إلى الانتحار, وهنا لا بد من العمل على إزالة التصور المغلوط للمغتصب وإقناعه بأنه ليس المتسبب في هذه المشكلة وكل شخص من المجتمع معرض لما تعرض له ، وأن عليه الصبر لأن المسلم مبتلى في هذه الحياة الدنيا وبصبره على مصيبته فإن له أجرا عظيما عند الله سبحانه وتعالى، ولابد من أن يتصرف المبتلى وفق مبادئ الدين الاسلامي لا وفق انفعالاته ووفق نظرة المجتمع اليه .
وفي المقابل شجع الإسلام على الزواج الشرعي ويسر سبله لحماية الشباب من الوقوع في الرذيلة, ووصف المعتدين على أعراض الغير بالمفسدين في الأرض وبين بشاعة الفعل, وما ينتج عنه من آثار نفسية تظهر على سلوك المظلومين الذين قد يكررون تجاربهم مع غيرهم فيما بعد . الاغتصاب .. إحدى تلك الجرائم التي بدأت تطفح في وقتنا الحاضر على وجه بعض المجتمعات, والتي تكشف عنها وسائل الإعلام من وقت لآخر,
ونحن هنا نتطرق لهذه القضية من جانب الأسباب والدوافع, وكذلك الآثار, وسبل العلاج لهذا السلوك الإجرامي المنحرف, فإلى مداخلات القضية.
العنف والقهر
في البداية قال رئيس قسم الدراسات الاجتماعية بجامعة أم القرى الدكتور عبد الحفيظ محبوب: « إن الاغتصاب علاقة جنسية تحت تأثير العنف والقهر, وللاغتصاب أشكال عديدة منها ما يكون مع المحارم, ومنها ما يكون بين الجنس الواحد, ومنها ما يتم من خلال استدراج الأطفال واغتصاب براءتهم رغبة في الانتقام بسبب فعل مورس عليه في الماضي ، وفي الآونة الأخيرة تمكنت قنوات الاتصال المرئية والمسموعة من عرض موضوع الاغتصاب لتحذير المجتمع من آثارها السلبية على سلوك الأفراد داخل المجتمع , وهي ظاهرة موجودة ولها مسببات منذ القدم, ولكن عرضها في وسائل الإعلام هي التي جعلت الناس تعتقد بأنها ظاهرة حديثة, ولاشك أنها زادت مؤخرا ودورنا أن نعالج هذه الظاهرة قبل استفحالها, وعدم تجاهلها بحجة أن الخوف من الفضيحة.
الأحياء العشوائية
وأشار الدكتور عبد الحفيظ محبوب في معرض حديثه إلى أن الاغتصاب ظاهرة تتم في الخفاء وتحت سطوة التهديد والتخويف للمغتصب من الفضيحة أو لأسباب تمس جوانب أخرى كالخوف من فقدان وظيفة أو توقف مصالح خاصة، فدوافع الاغتصاب في المجتمعات المدنية موجودة, وتتصاحب في كثير من الحالات مع الإدمان على المخدرات, وهذا يفسر كثرة حالات الاغتصاب خصوصا في الأحياء العشوائية التي يكثر بها المخدرات وتعاطيها.
التبرج والتعطر
. و قال د.عبد الحفيظ :ولا يسع المجتمعات الواعية تجاهلها, والاعتراف بها كظاهرة موجودة هو أول طرق العلاج من خلال وقاية المجتمع, فالوقاية خير من العلاج والإسلام دائما يحذر من اصحاب السوء, ويطلب من الاباء اختيار زملاء ابنائهم والتعرف عليهم ، ونصح الإسلام أتباعه بتجنب الأماكن المشبوهة وأماكن الرذيلة ومحاربة أوكارها, كما حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الخلوة حيث قال صلى الله عليه وسلم : ( ما اجتمع رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) ، وأمر المرأة بعدم التبرج والتعطر عند الخروج، ونهى عن سفرها بدون محرم كي لا تتعرض للإيذاء والتحرش, وأوصى المرأة بعدم الخضوع واللين في القول لكي لا يطمع الذي في قلبه مرض, هذه كلها وسائل للوقاية وضعها الإسلام لحماية المجتمع من الانحراف.
الانتحار
و اضاف الدكتور عبد الحفيظ انه لا يتوقف دور التوعية على المنزل والمدرسة, بل يشمل جميع المؤسسات الحكومية والأهلية, لأن للاغتصاب آثارا سلبية على المرأة والشاب والطفل قد تؤدي إلى الانتحار, وهنا لا بد من العمل على إزالة التصور المغلوط للمغتصب وإقناعه بأنه ليس المتسبب في هذه المشكلة وكل شخص من المجتمع معرض لما تعرض له ، وأن عليه الصبر لأن المسلم مبتلى في هذه الحياة الدنيا وبصبره على مصيبته فإن له أجرا عظيما عند الله سبحانه وتعالى، ولابد من أن يتصرف المبتلى وفق مبادئ الدين الاسلامي لا وفق انفعالاته ووفق نظرة المجتمع اليه .
الوسائل المساعدة
ومن أهم الوسائل المساعدة في معالجة مشكلة الاغتصاب قال الدكتور عبدالحفيظ التوعية الدينية وزرع الثقة في نفس المغتصب ومحاولة دمجه في المجتمع، وأن تعالج قضايا الاغتصاب وفق سرية تامة وبتكتم شديد للحفاظ على نفسية المغتصب وعائلته.
اما الفئات المهددة من محارم او من اصحاب سلطة مستنفذة في المجتمع ولم تصل لهم يد الانقاذ بسبب تهديدهم فان حقوق الانسان عليها ان تنشر ارقامها في الصحف اليومية للاتصال بها وتعالج مشكلاتهم في سرية تامة وبأقصى سرعة ممكنة، وحمايتهم وتوفير لهم كل سبل العيش الكريمة خصوصا التي فقدوها بسبب توقف هذا التوجه اللاإنساني الذي لا يتوافق مع الاخلاق الكريمة والفطرة السليمة وعلى المجتمع أن يتحمل مسؤوليته لحماية المجتمع من هؤلاء المنحرفين وتخليص المجتمع منهم.
رقابة الوالدين
وفي سياق قضيتنا يقول مدير دار الملاحظة الاجتماعية بالدمام عبد الرحمن بن فهد المقبل : « نحن بحاجة إلى توعية أبنائنا وبناتنا من قبل الآباء والأمهات وعدم السماح لهم بركوب سيارات الأجرة بمفردهم، وكذلك يجب عدم ترك الأطفال الصغار يتجولون في الأزقة الخالية في أي وقت من الأوقات, وذلك لأنه إهمال المنزل للأبناء وتركهم في الشوارع دون رقابة يفتح الباب هذه الجريمة, كما أن للمدرسة دورا كبيرا في توعية الآباء والأمهات في كيفية الحفاظ على بناتهم وأبنائهم وكيفية الإشراف عليهم ومتابعتهم ، وعمل محاضرات تثقيفية من وقت لأخر تخصص ضمن محاضرات العنف الأسري وتوضيح أساليب التعامل مع الأبناء وواجب الآباء تجاه أبنائهم .
ظاهرة ضحيتها الأبرياء من الأطفال والفتيات الذين وقعوا في شراك فئة من المرضى الذين نزعت الرحمة من قلوبهم فلم يعد لها متسع, وتقوم على استدراج الأطفال لارتكاب جريمة فيهم تحت تأثير القهر والتعنيف والتهديد.
ومن أهم الوسائل المساعدة في معالجة مشكلة الاغتصاب قال الدكتور عبدالحفيظ التوعية الدينية وزرع الثقة في نفس المغتصب ومحاولة دمجه في المجتمع، وأن تعالج قضايا الاغتصاب وفق سرية تامة وبتكتم شديد للحفاظ على نفسية المغتصب وعائلته.
اما الفئات المهددة من محارم او من اصحاب سلطة مستنفذة في المجتمع ولم تصل لهم يد الانقاذ بسبب تهديدهم فان حقوق الانسان عليها ان تنشر ارقامها في الصحف اليومية للاتصال بها وتعالج مشكلاتهم في سرية تامة وبأقصى سرعة ممكنة، وحمايتهم وتوفير لهم كل سبل العيش الكريمة خصوصا التي فقدوها بسبب توقف هذا التوجه اللاإنساني الذي لا يتوافق مع الاخلاق الكريمة والفطرة السليمة وعلى المجتمع أن يتحمل مسؤوليته لحماية المجتمع من هؤلاء المنحرفين وتخليص المجتمع منهم.
رقابة الوالدين
وفي سياق قضيتنا يقول مدير دار الملاحظة الاجتماعية بالدمام عبد الرحمن بن فهد المقبل : « نحن بحاجة إلى توعية أبنائنا وبناتنا من قبل الآباء والأمهات وعدم السماح لهم بركوب سيارات الأجرة بمفردهم، وكذلك يجب عدم ترك الأطفال الصغار يتجولون في الأزقة الخالية في أي وقت من الأوقات, وذلك لأنه إهمال المنزل للأبناء وتركهم في الشوارع دون رقابة يفتح الباب هذه الجريمة, كما أن للمدرسة دورا كبيرا في توعية الآباء والأمهات في كيفية الحفاظ على بناتهم وأبنائهم وكيفية الإشراف عليهم ومتابعتهم ، وعمل محاضرات تثقيفية من وقت لأخر تخصص ضمن محاضرات العنف الأسري وتوضيح أساليب التعامل مع الأبناء وواجب الآباء تجاه أبنائهم .
ظاهرة ضحيتها الأبرياء من الأطفال والفتيات الذين وقعوا في شراك فئة من المرضى الذين نزعت الرحمة من قلوبهم فلم يعد لها متسع, وتقوم على استدراج الأطفال لارتكاب جريمة فيهم تحت تأثير القهر والتعنيف والتهديد.
الاختلاطمحمد الصومالي محام ومستشار قانوني في مكتب الخبر يقول في نفس الجانب : إن العوامل المساعدة والأساسية لانتشار هذه الجريمة كثيرة من أهمها الاختلاط ، وانعدام الوازع الديني للفرد وكذلك ضعف العقوبة وكذلك صعوبة الزواج، وقد سعت المملكة العربية السعودية بقيادتها الرشيدة - حفظها الله - لسد الأبواب التي تدخل منها هذه المنكرات ، حيث طبقت أحكام الشريعة في منع الاختلاط وأمرت بالحجاب الشرعي، وذلك من خلال وسائل رقابية صارمة وكذلك وسائل الإرشاد والتوجيه الديني واهتمت بقضايا الشباب وأوقات فراغهم وبرامج التوعية لإقامة مجتمع فاضل وطبقت الحدود الشرعية الرادعة على الجناة بما يكف ايدي البغاة ويردع من تسول له نفسه الخروج عن القانون.
الضروريات الخمس
ووفق محور قضيتنا يقول الشيخ شفق بن عبد العزيز الضويحي القاضي برئاسة محاكم الحدود الشمالية:» بداية لابد من الإشارة إلى أن الشريعة الإسلامية إنما وضعت لتحقيق مصالح الناس كما يقول الشاطبي رحمه الله فلذا شددت على أهمية المحافظة على الضروريات الخمس وهي الدين والنفس والعرض والعقل والمال ؛ والاغتصاب لاشك أنه اعتداء سافر على إحدى هذه الضروريات وهي العرض، ومن حق كل إنسان مهما كان دينه أو معتقده أن يصان ويحافظ له على عرضه، وأن من اعتدى على عرضه يستحق العقوبة البليغة، وتعريف الاغتصاب : هو ممارسة العلاقة الجنسية تحت تأثير الإكراه أو التهديد وبمعنى آخر هو الإكراه على الزنا أو اللواط ، وتختلف أهداف المغتصب من هذا الفعل بالنظر إلى دافعه الذاتي فالبعض وهو الغالب يهدف إلى المتعة الجنسية وهناك من يكون دافعه الانتقام من الشخص المجني عليه أو إلى الفئة التي ينتمي إليها إلى غير ذلك من الدوافع وهي متنوعة، وللفقهاء تفصيلات عديدة فيما يتعلق بصور الإكراه وبما يحصل وما يترتب على هذا الفعل من عقوبات أو أحكام تخص المجني عليه ، ويمكن الرجوع إليها في مظانها، لكني سأركز على جزئية في الموضع وهي العقوبة، وقبل ذلك أشير إلى دراسة جامعية نوقشت في كلية التربية للبنين في جامعة الأزهر تطالب بضرورة تطبيق الحدود الشرعية في مصر لوقف الاغتصاب والتحرش الجنسي والعنف ضد النساء وما ذاك إلا أن القوانين الوضعية لم تفلح في الحد من هذه الجريمة وهذا متوقع لأنها من صنيعة البشر، وأما في الشريعة الإسلامية المطهرة فالاغتصاب يعد من الجرائم الموجبة لحد الحرابة فاختطاف النساء أو الأحداث وإكراههم على الفاحشة يعد من أشد وأبشع صور الفساد في الأرض وينطبق بحق أولئك قول الله تعالى : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (المائدة:33) ولهيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية فتوى مسددة في توضيح هذا الأمر مضمونها أن جرائم الخطف والسطو لانتهاك حرمات المسلمين على سبيل المكابرة والمجاهرة من ضروب المحاربة والسعي في الأرض فساداً المستحقة للعقاب الذي ذكره الله سبحانه في آية المائدة سواء وقع ذلك على النفس أو المال أو العرض بل إن الحرابة في الفروج أفحش منها في الأموال كما هو منقول عن ابن العربي رحمه الله، والقضاء السعودي ولله الحمد مشهود له بعدم التساهل في هذه القضايا وتقرير العقوبة التي ينفع الله بها البلاد والعباد لكن ألفت نظر الإخوة القراء أنه ربما تقع جريمة اغتصاب ويصدر فيها الحكم بخلاف العقوبة المذكورة أعلاه وليس ذلك لأجل عدم تطبيقها أو التساهل في العقوبة وإنما لأنه لم تثبت الواقعة على الجاني ثبوتاً كاملاً وإنما توجد قرائن توجب التعزير لكنها لا تصل إلى درجة الثبوت.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)