الأربعاء، 26 أغسطس 2015

ابني يشاهد أفلاماً إباحية


حيث تقول الأم :
ذات ليلة ، رأيت في المنام أن ابني يشعل أعواد كبريت ويقربها من عينيه حتى أصبحتا حمراوين .
فاستيقظت فزعة من نومي  وأنا أتعوذ من الشيطان الرجيم . 
لكن بالي لم يهدأ، وبقيت قلقلة منزعجة من ذلك الحلم.
مرت الدقائق تباعاً بطيئة ولم أستطع النوم.
عندها نهضت من سريري وذهبت لغرفة ابني المراهق ، والذي يبلغ السادسة عشرة من عمره . 
كان باب غرفته شبه مغلق. 
فنظرت من شق الباب المفتوح قليلاَ  فوجدته جالساَ أمام شاشة الكومبيوتر.
كان ضوء الشاشة ينعكس على النافذة ، ورأيته يرى ما أفزعني حقا .. وأثار كل مخاوفي .
رأيته وهو يشاهد فيلماً  إباحياً على شاشة الكومبيوتر .
أردت أن أقتحم الغرفة وأن أصرخ في وجهه .. 
لكني آثرت الانسحاب ، خاصة وأني تلصصت عليه فلم يشعر بوجودي.
رجعت إلى فراشي ، وراحت  الأفكار تتلاطم في رأسي .
هل أخبر أباه  ليتسلم مسؤولية تأديب ابنه ؟
هل أنهض من فراشي وأقفل شاشة الكومبيوتر وأوبخه على فعلته ؟
هل أعاقبه ؟ وكيف ؟
لكنني هدأت قليلاً ثم دعوت الله أن يلهمني الصواب لكي أقرر كيف أتصرف في الغد .  
ونمت وأنا أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.
وفي الصباح الباكر ، رأيت ابني يستعد للذهاب إلى المدرسة ، وقد كنا لوحدنا . 
فوجدتها فرصة للحديث وسألته :
رائد  .. ما رأيك في شخص جائع، ماذا تراه يفعل حتى يشبع ؟
فأجابني بشكل بديهي : يبحث عن شيء ليأكله ، أو يذهب إلى مطعم و يشتري شيئا ليأكله .  
فقلت له : وإذا لم يكن معه مال لذلك ؟
عندها صمت وكأنه فهم شيئا ما ... 
فبادرته بسؤال آخر : وإذا تناول فاتحا للشهية .. ماذا تقول عنه ؟
فأجابني بسرعة : بالتأكيد هو شخص مجنون .. فكيف يفتح شهيته لطعام  هو ليس بحوزته؟
فقلت له : أتراه مجنوناً يا بني ؟
أجابني : بالتأكيد يا أمي .. فهو كالمجروح .. الذي يرش على جرحه ملحا . 
فابتسمت عندها وأجبته :  أنت تفعل مثل هذا المجنون يا ولدي ...
فقال لي متعجبا : أنا يا أمي !
فقلت له : نعم .. برؤيتك لما يفتح شهيتك للنساء  .
عندها صمت وأطرق برأسه خجلا ...
فقلت له ولكن بصوت حنون محب :  بل أنت يا بني مجنون أكثر منه . 
فهو فتح شهيته لشيء ليس معه .. وإن كان تصرفه غير حكيم .. ولكنه ليس محرماً .
أما أنت ففتحت شهيتك لما هو محرم .. ونسيت قوله تعالى : 
قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ، ويحفظوا فروجهم ، ذلك أزكى لهم.
إن الله خبير بما يصنعون .
عندها دمعت عينا ابني بحزن .. وقال لي :
حقا يا أمي .. أنا أخطأت .. وإن عاودت لمثل ذلك .. فأنا مجنون أكثر منه ..
بل وآثم أيضا .. أعدك بأني لن أكررها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق