الخميس، 13 أغسطس 2015

إدمان المواقع الإباحية والعزوف عن الزواج

، وهو ما يجعل مرتاد هذه المواقع كلما ابتعد عنها عاد إليها مشتاقًا بل معوّضًا لفترة البُعد، وتصبح المشاهدة عنده أمرًا قهريًّا لا يستطيع مقاومته، وبناء على ذلك تتقلص المساحات الأخرى في الحياة، ولذلك فالاعتماد على المواقع الإباحية في تكوين فهم صحيح للجنس أو نظرة سليمة عنه هو طريق معقد وسلبياته بالجملة.

واقع جديد

أما الدكتور "أحمد عبد الله" مدرس مساعد الطب النفسي جامعة الزقازيق.. فيرى أننا في الأصل نفتقد إلى أي تصور عن العلاقة الحميمة، وليس لدينا من الأصل إدراك لمفردات حياتنا، وبما أن هذه العلاقة هي أحد مفردات الحياة، مثلها مثل الترفيه والاجتماعيات والإنجاز والنجاح، فهي حاجة إنسانية لا غنى للإنسان عنها، ونحن – كمجتمع شرقي- نفتقد أصلا هذه المفردات، وعلى رأسها التصور السليم عن هذه العلاقة، وعلى ذلك فعندما وجدنا أن هذه المواقع تقدم لنا هذا الرافد المهم وبسخاء وبدون أي عوائق، كان من الطبيعي أن تكون هي مصدر تكوين مفهومنا للجنس وممارسته بل موقعه من الحياة.

ويرى "د.عبد الله" أن تصور الجنس محتويًا على أوضاع مثيرة وأساليب جديدة ومقدمات مُشتعلة ليس عيبًا، وحسب رؤيته فإن هذه الأمور لا بد أن نسعى لابتكارها ضمن سياق ضبط وإيجاد واقع حقيقي مناسب لحياتنا، إلا أننا اضطررنا لجلبها من تلك المواقع التي أوقعتنا في إشكالية اختلاف التعاليم والعادات والأعراف.

ومن هنا يؤكد أن نظرتنا للجنس لن تكون سليمة إلا إذا أوجدنا واقعًا صحيًّا سليما يجعلنا نتسق مع أنفسنا، ولن نشعر بحل هذه المشكلة إلا إذا أصبح الشاب يغلق الموقع الإباحي ويتجه إلى عمله، كما يغلق برنامج تلفزيوني اجتماعي، عندها فقط سيكون قد وضع نفسه على الطريق السليم، فلا مهرب من سيطرة هذه المواقع على العقول إلا من خلال بناء حياة متكاملة؛ لأننا في حكم الموتى بالفعل، وعلى المجتمع أن يقود حملة تدعو إلى تزويج الشباب والبنات في سن مبكرة ولتكن سن الجامعة وبشكل علني، حتى نتجنب كل تلك المشاكل والانحرافات والعُقد والأمراض النفسية التي تتراكم حتى أصبح المجتمع بلا حيلة في مواجهتها.

وينهي حديثه متسائلا: أيهما أهون؟ ما سيترتب على الزواج المبكر؟ أم ما نراه مترتبًا على زيارة تلك المواقع من هدم لقيمة الجنس والإحساس به، وربما الانحراف نحو الشذوذ والتصورات الخاطئة وبالتالي العزوف أصلا عن الزواج أو التعامل معه بيأس؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق